المستهدف الحكومي لمدينة جدة الساحلية؛ أن تتحول إلى مركز استثمار إقليمي، تتنوع فيه فرص جذب رؤوس الأموال الأجنبية في عدد من القطاعات الاقتصادية المختلفة، وهو ما سينعكس بالضرورة على نشاط اقتصاد عقار جدة ويعزز من الطلب عليه. من هنا تشير كل التوقعات الرسمية المحلية والدولية إلى زيادة نشاط عقار جدة اقتصاديًا والذي يأتي في المرتبة الثانية بعد عقار الرياض ، نظرًا لأن مدينة جدة تمتلك من المقومات الاستثمارية ما يسهل معه جعلها لاعبًا اقتصاديًا مهمًا في عدد كبير من الأنشطة التجارية الدولية، فهي واحدة من أكبر وأقدم المدن الساحلية المطلة على البحر الأحمر، بموقع متميز جنوب مدخل قناة السويس المصرية وعلى مقربة من مضيق باب المندب الذي يربط البحر بالمحيط الهندي، وبالتالي إمكانية أن تكون مقرًا لوجستيًا يخدم حركة التجارة البحرية العالمية.
أثر جذورها التاريخية وموقعها، وكذلك عوامل الجذب الطبيعية التي تتمتع بها؛ سيظهر بالتأكيد في ارتفاع معدلات الطلب على شقق للايجار في جدة الفندقية وما يشابهها من أنواع عقارية مطلوبة لدى فئات السياح المختلفة.
كل هذه المميزات التي تنفرد بها مدينة جدة على عدد كبير من مدن المملكة خاصة ومدن المنطقة ككل؛ عزز من الإسراع في تطبيق خطط التطوير والتحديث الموضوعة للمدينة، ومن أولها وأهمها إزالة أحياء جدة العشوائية وإحلالها بمخططات عمرانية عصرية عالمية المستوى، ومتسقة مع الرؤية النهضوية الكاملة التي تستهدفها حكومة المملكة للبلاد بحلول العام 2030 هذا التوجه له أثر فعال على عقارات جدة خدميًا واستثماريًا، وقد بدأت معالمه في الظهور على مؤشرات سوق عقار جدة بنفس وتيرة الصعود والتسارع الذي صار عليه السوق العقاري السعودي
بالرجوع إلى أحدث تقارير الهيئة العامة للإحصاء في السعودية تظهر حالة من ارتفاع أسعار العقارات في السعودية كلها منذ نهاية النصف الأول للعام 2023م، فقد بلغت نسبة هذا الصعود ما يقارب 0.8% بالمقارنة مع العام السابق مباشرةً 2022م.
هذا الصعود العام في الأسعار كما استفاد منه ملاك عقار مكة وملاك عقار المدينة ... إلى آخر المدن السعودية ككل، استفاد منه أيضًا ملاك عقار جده وبشكل أعلى بكثير بالمقارنة مع عدد من المدن الأخرى، حيث لا يوجد مؤشر ولا احصائية رسمية محلية ولا دولية إلا وتحتل فيها عقارات للبيع في جدة وعقارات للايجار المرتبة الثانية بعد العاصمة الرياض، سواءً من حيث أعداد المعاملات العقارية أو من حيث قيم هذه المعاملات النقدية، يرجع ذلك كما سبق وذكرنا للمقومات والثقل الاقتصاد المتفردة بهم مدينة جدة على عدد كبير من مدن البلاد، بما فيهم مدن ساحلية تشبهها في امتلاك شواطئ ممتدة على البحر الأحمر أو الخليج العربي.
وقد أشارت تقارير هيئة الاحصاء السعودية إلى أن الشقق السكنية في عموم البلاد، ومن ضمنها شقق للبيع في جدة هي أكثر المنتجات العقارية تحقيقًا للارتفاعات السعرية، فقد بلغت معدلات صعود الأسعار في القطاع العقاري كله لما يقارب 1.1%، وارتفعت أسعار الشقق وحدها بمعدل 1% بالعام 2023م مقارنةً بالعام 2022م، وكانت شقق جدة للبيع الثانية من حيث نسبة ارتفاع الأسعار بعد شقق الرياض للبيع بفضل حالة النهضة العمرانية التي صارت عليها المدينة، وتغير النظرة إليها من مجرد مدينة بمقومات سياحية إلى مركز استثماري دولي.
ذكرنا أن مؤشرات سوق عقار السعودية الرسمية تؤكد بالأرقام حدوث طفرة سعرية في كل أنواع عقارات المملكة السكنية والإدارية والتجارية، وأكثر من استفاد من هذه الزيادة عقارات الرياض وبعدها عقارات جده ثم المدن ذات الأنشطة التجارية والاستثمارية المتنوعة.
وعلى الرغم من أن أسعار عقارات جدة قد تشكل عبء مادي على المشترين، إلا أن السعر المدفوع في عقارات للبيع في جدة الآن رغم ارتفاعه سيحقق عائدات رأسمالية على أصل المبلغ المدفوع بعد عدد سنوات قليل، وعائدات جارية بمجرد الشروع في استغلال الوحدة المملوكة تجاريًا والاستفادة من ارتفاع الطلب على إيجار منتجات عقار جدة كلها، وبخاصة فلل للايجار في جدة لما صارت عليه المدينة من رواج استثماري وسياحي دولي.
يؤكد ذلك مسارين من واقعيين على الأرض، الأول لخصه أحدث تقرير لمؤسسة جيه إل إل للاستشارات العقارية العالمية الذي أصدرته في شهر مايو من العام الجاري 2023، فقد أكد التقرير على تسارع وتيرة الأنشطة العقارية في عموم البلاد، وبالذات في مدينتيّ جدة والرياض تحديدًا، فقد أضيف للثروة العقارية بالرياض نحو 7800 وحدة سكنية جديدة، وأضيف لثروة جدة العقارية ما يقرب من 4400 وحدة سكنية، وهذه الإضافات جاءت تعبيرًا على ارتفاع أحجام الطلب على عقارات جدة وعقارات الرياض بالذات، بمعنى أن أي تملك حالي يسهل إيجاد عملاء محليين ودوليين له.
مما ذكره التقرير أيضًا حدوث ارتفاع في أسعار عقارات للبيع في جدة بما لا يقل عن 11% في الربع الأول العام الجاري مقارنةً بالعام السابق، خصوصًا في منتج فلل للبيع في جدة المطلوب بشدة من السكان المحليين والوافدين الدوليين، فضلًا عن حدوث ارتفاع في متوسط أسعار إيجار الشقق والفلل بما لا يقل عن 9%، خاصةً في أحياء جدة الراقية والمطلة على البحر.
كل ما تم استعراضه من احصائيات وتقارير في الأعلى يصل بنا إلى حقيقة واضحة جلية، تتمثل في أن عملية شراء عقارات للبيع في جدة تتم الآن ينتظرها سوق عقاري مفتوح ومتعدد الفرص، وأن أي سعر مدفوع في تملك وحدة عقارية في جدة سيسهل تسويقها مستقبلًا وجني أرباح من استغلالها، بفضل النظرة المستقبلية الإيجابية لسوق العقارات في السعودية كلها، جنبًا إلى جنب مع النظرة المستقبلية الإيجابية لسوق عقار جدة تحديدًا، لأنه ببساطة أصبح تسويق المنتج العقاري المملوك غير محدود بحدود الجمع البشري من سكان جدة، بل اتسع وامتد ليشمل أيضًا المستثمرين الأجانب مخططي العمل والإقامة في جدة للاستفادة من مقدراتها الاقتصادية المتعددة، فضلًا عن الوافدين لأغراض السياحة والترفيه وهم بالضرورة يتطلعون إلى السكن في وحدات فخمة وفاخرة ومجهزة بأسلوب فندقي حديث.
يخدم هذا كله مستويات المستثمرين العقاريين المختلفة، المحترفين والمبتدئين على السواء، أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، وأصحاب المدخرات الشخصية المتوسطة، لأنهم جميعًا على موعد مع تحقيق أرباح متوازنة مع حجم رأس المال المدفوع، علاوةً على أنها أرباح مستقرة ومستمرة بحسب ما يشهده السوق العقاري السعودي من نهضة عمرانية متوقع معها زيادة حجمه إلى 94.19 مليار دولار أمريكي بحلول 2028م
ما يحتاجه المستثمر العقاري عند دخول سوق العقارات في جدة بأنواعها المختلفة، وبخاصة المستثمر المبتدئ وذو الحصيلة الرأسمالية المتوسطة؛ أن يحاول المفاضلة بين عدد من الخيارات العقارية قبل الشراء، وانتقاء الموقع الذي يسمح له بإيجاد أعداد وأنواع مختلفة من العملاء في المستقبل، وليس سكان المدينة فقط، حيث تشهد المدينة تطوير وتحديث للكثير من أحياءها القديمة، كما تُضيف الحكومة السعودية إليها مخططات عمرانية جديدة، وبالتالي تملك وحدة عقارية في الأحياء المحدثة أو الأحياء الجديدة هو الأولى والأهم؛ للتوقعات التي تؤكد على حدوث ازدهار استثماري على المدى القصير في هذه الأحياء مقارنةً مع غيرها.
